2014/02/06

( القَصِيدَةُ و الرَّمْلُ و الاشْتِهَاء ) شعر: عرفة محمد حسن



(  القَصِيدَةُ و الرَّمْلُ و الاشْتِهَاء )

هذه هي القصيدة الفائزة بالمركز الأول في المسابقة الأدبية في مجال شعر الفصحي و التي نظمتها القوات المسلحة بمناسبة احتفالات نصر أكتوبر المجيدة بالتعاون مع الهيئة العامة لقصور الثقافة لعام 2013م

شعر: عرفة محمد حسن*
.................................
.................................
تَجِيئِينَ عَبْرَ الْمَدَى
 تَهْمِسِينَ
بِأَنَّ الجُنُودَ اَلْقُدَامَى
 اسْتَكَانُوا
لِمَاذَا اسْتَكَانُوا ......  ؟
بِرُغمِ انْفِتَاحِ الْوُّرُودِ
عَلَى آَخِرِ الظِّلِّ
رَائِحَةُ الْحُلْمِ تَبْقَى ......
 و تَنْثُرُنِي  فَجْأَةً
فِي الْغِيَابِ المُخِيف ......
****
تُرَدِّدُ لَحْنًا قَدِيِمًا
 تَهَاوَى
فَلَيْسَ لَنَا أَنْ نُبَادِرَ
بِالاِحْتِوَاءِ الغَرِيبِ
لِمَعْنَى القَصِيدَةِ
حِينَ تَجِيئِينَ عَبْرَ المَدَى
 تَهْمِسِينَ
عَلَى النَّهْرِ لِي
 وَرْدَتَانِ  ...... !!
فَهَلْ تُدْرِكِينَ
 انْطِفَاءَ الفُؤَادِ
الَّذِي يَتَهَجَّىَ -  لنا -
نَبْضَ رُوحِك ِ...... ؟
بَينَ التَّعَوْلُمِ
فِي المُنْحَنَى مَرَّتَيْنِ
و بَيْنَ القَتَامَةِ
 رَائِحَةُ الحُلْمِ تَبْقَى
و تَنْثُرُنِى فَجْأَةً
 فِي الغِيَابِ المُخِيفِ ......
مَتَى سَوْفَ أَرْسُو
 عَلَىَ شَاطِئٍ لِلْحِكَايَةِ وَحْدِي ...... ؟
مَتَى يَتَوحَّدُ فِي العِشْقِ
 جَزْرِي ومَدِّى ...... ؟
ومَنْ سَوْفَ يُولَدُ
 هَلْ سَيُقَدِّرُ هَذَا التَّحَدِّي ...... ؟
لِمَاذَا التَّرَابُط ُ
بَيْنَ القَصِيدَةِ و الرَّمْلِ
والاشْتِهَاءِ الغَرِيب
...... ؟
صَوْتُ 
 ****
(  لأَنَّكِ أَنْتِ الَّتِي
 كُنْتِ يَوْمًا
تَجِيئِينَ بَيْنَ الْوُّرُودِ احْتِمَالاً
يُخَبِّئُ مَا ......
 لا يَجِيءُ عَلَىَ خَاطِرَيْنِ

يَقُصُّ الحِكَايَاتِ
 يُنْشِدُهَا
 لِلَّذِينَ اعْتَلَوا
رَبْوَةً
و اسْتَقَالُوا
 كِتَابَةَ
حَرْفٍ جَدِيدٍ
وعِشْقٍ جَدِيدٍ
لِنَهْدِ الفَتَاةِ الَّذِي .......
 يُشْبِهُ الشَّمْسَ
حِينَ السَّمَاءُ تُطَرِّزُهَا
 غَيْمَةُ  فِي مَدَاهَا
لِنَهْدِ الفَتَاةِ الَّذِي ......
 يُشْبِهُ الأَرْضَ
حِينَ تُطَرِّزُهَا وَرْدَةٌ
لِلْبُكَاءِ الغَرِيبِ
 احْتِوَاءٌ جَمِيلٌ
لِنَهْرٍ شَقِيٍّ......  )
فَمِنْ أَيْنَ لِي أَنْ أُفَلْسِفَ
هَذِى المَسَافَةَ
بَيْنَ الحَقِيقَةِ و الرَّمْزِ ...... ؟
مِنْ أَيْنَ لِي أَنْ أُجِيبَك ِ...... ؟
حِينَ تَجِيئِينَ لِي
 تَهْمِسِينَ
بِأَنَّ الجُنُودَ القُدَامَى
 اسْتَكَانُوا ......
و رَاحَ الغَزَالُ يَمُرُّ رُوَيْدًا
عَلَى رَمْلِ رُوحِي ...... ؟
أَنَا وَاحِدٌ فِي النِّهَايَةِ

حِينَ تَشَابَكَ بَرْقِى
 و رَعْـدِي
و أَنْتِ الحَبِيبَةُ ......
هَذَا السُّؤَالُ إِلَيْكِ
فَرُدِّى
و هَذِى رِيَاحُ التَّعَوْلُم ِ
تَقْصِفُ بَيْتًا و بَيْتًا
فَصُدِّى
و لِلرَّمْلِ رَائِحَةٌ
غَضَّةٌ فِي مَدَاهَا
فَهَلْ يَتَسَاوَى الَّذِي
 جَاءَ قَبْلِي بِمَنْ جَاءَ
 بَعْدِى ...... !؟
أَشُكُّ بِأَنَّ المَدَى وَاحِدٌ
 فاسْتَعِدِّى
و مِثْلَ الرِّجَالِ القُدَامَى
 أَعِدِّى
فَرَائِحَةُ الحُلْمِ تَبْقَى
 و تَنْثُرُنِى فَجْأَةً
فِي الغِيَابِ المُخِيفِ
......
***
و رَاحَ الغَزَالُ
يَمُرُّ رُوَيْدًا
عَلَىَ رَمْلِ رُوحِي
 يَعُدُّ حَُبَيْبَاتِها
المَرْمَرِّيَةَ
 وَاحِدَةً تُلْوَ أُخْرَى ......
و وَاحِدَةً تُلْوَ أُخْرَى ......
و وَاحِدَةً تُلْوَ أُخْرَى
أُفَكِّرُ كَيْفَ التَّنَوُّرُسُ
بَيْنَ الْمَدَى
و الْبِحَارِ البَعِيدَةِ
تَأْتِى الحَبِيبةُ تَرْفُلُ حُلمِي
و تَخلَعُ عَنِّى القَصِيدَةَ
" نِيسَانُ"  يَأْتِي
و تَأَتِى رِيَاحُ " الخَمَاسِينَ "
تَصْطَّكُ فِي أَضْلُعِي
حِينَ أَبْحَثُ بَيْنَ
عُيُونِك ِعَنْ فِكْرَةٍ
 لِلْعُبُورِ إِلَيْكِ
وعَنْ وَرْدَةٍ غَضَّةٍ
قَدْ تَفُوحُ الرَّوَائِحُ مِنْهَا
تُذَكِّرُنِي بِالجُنُودِ
 الْقُدَامَى
الَّذِينَ اسْتَكَانُوا
عَلَىَ أَوَّلِ النَّهْرِ
بَيْنَ القَصِيدَةِ
و الرَّمْلِ و الاشْتِهَاء .

             ****

 * قوص- قنا
 
 

ليست هناك تعليقات: