سكون
قصة: هيثم عبدربه السيد
ظلت
ساكنة على كرسيها بالقرب من الكوشة تتأمل العروس والصخب حولها رغم أن الصديقات لم يتوقفن عن الحركة . فقط تنفرج
شفتيها عن ابتسامة مقابل ابتسامة أحدهم . ارتفع صوت الموسيقى وتحول الصخب إلى جنون
..لم يتبق فى القاعة فتاة واحدة تجلس على كرسيها ..الجميع يهتز حول العروس . توارت
العروس عن عينها وسط زحام الفتيات فمالت برأسها فى محاولة لإيجادها بين الاجساد ,
لم تر سوى جزءا من الفستان الأبيض ..تأملته بخرزه اللامع المتلألأ تحت أضواء
القاعة ..باغتتها إحدى الصديقات
-
قربى مننا شوية
-
لا ..خلينى هنا أفضل
عاودت
المحاولة للعثور على وجه العروس ولكن تلاحمت غابة الاجساد فحجبت العروس وفستانها .
هدأت الموسيقى وارتفع صوت منسق القاعة يطلب من الجمع العودة إلى أماكنهم ليفسحوا
المجال للعروسين لرقصة " slow " . تبدلت إضاءة القاعة وظهر العروسان فى بقعة
ضوء متداخلة الألوان يحتضن كل منهما الاخر ويسبحان فى الموسيقى الهادئة .
ركزت
نظرها على العروس .
أمس
..كانت العروس طفلة تأتى لها من الطابق الأخير إلى الطابق الأرضى فتجلسها إلى
جوارها تقرأ لها دروس القراءة وتعلمها الجمع والطرح ثم الإنجليزية والتاريخ .
باغتتها
صديقة أخرى
-
عقبالك
-
وانت إن شاء الله
-
انا فرحى الأسبوع الجاى
-
يااااه ..ألف مبروك
انتهت
الرقصة , صفق الجميع , صفقت هى بحرارة وفرت منها دمعة كانت متحجرة منذ بداية
الرقصة .
اعلنت
الدفوف نهاية الحفل وزف العروسان إلى خارج القاعة وخلفهما جمع الحضور .
ظلت
فى مكانها تكفكف دمعات أخرى فرت .
لم
يتبق فى القاعة سواها والسكون . جاءها صوت عامل القاعة
-
أى مساعدة ؟
أومات
برأسها أن " لا " ثم شكرته ومدت يدها تحرك عجلات كرسيها إلى خارج القاعة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق