صوتٌ من قبر ضحية
شعر : رعد الدخيلي
الموت
يولد مرّتين
مابين
دجلة والفرات
مابين
بغداد العروسة آنَ حَيْن
تتلألأ
الأنفاس في رئة الغدين
أمسي
على شفتي يمور
وأنا
على ما في الثبور
من
حزن قومي
أنفاس
محرقة البخور
أنفاس
نفسي
فارقتُ
أُنسي
أمسي
وأصبح كالحُسَيْن
لا
رأسَ أحملُ .. لا يدين
لا
نصراً يأتي إليَّ ولا نصير
من
بعد أن كنت المدللَ والأمير
مذ
كنت في بلدي صغير
حتى
كبرتُ
فرأيتُ
أهلي كالحمير
الشيخ
والزبّال يكنس ما يعاف
من
كل ما ترك الأخير
أعقاب
تبغ ٍ .. أو بصاق
من
سحت أبناء النفاق
لما اتيتُ
إلى العراق
فبقيتُ
في قبري رفات
يبكي
عليَّ الثاكلون
يمشي
عليَّ الناخبون
ويدوسُ
فوقي البرلمان
من
أين يأتيني الأمان !!!؟
حتى
بقبري في مضان
ميْتاً
و يسحقني الهوان
حتى
البغال
باليت
لو (فقط) الرجال
فمتى
أكون ،
في
موطني زاه ِ الكيان
أنا
لا أزال الصولجان
للأعرج
السكران في وحل الرهان
(ناعور
سوّاني الزمان)
أسقي
المزارع والحقول
ضام
ٍ بمغدقة ِ الروان
قد
حرّموا أيّا أقول !
أنا
إن سكتُ فلن أعيش
كالورد
يذبلني المحول
أنّى
(أشوف) ولا أقول !!!؟
مأساة
أمّتيَ الخذول
مأساةُ
عالميَ الخجول
أن
يأكل الشعب الجهول
خبزاً
وقمحاً .. (صحنَ فول)
لكنْ
؛ حراماً أن يصول
أو
يشهر السيف الفقار
في
وجه قائمة الشرار
أو
وجه حزبٍ لا يزال
يبتاع
أصوات الجياع
بغطاء
ليل ٍ في شتاء
أو
يفرش الدنيا غذاء
وموائداً
في كربلاء
ومواكباً
فيها العزاء
كيما
يحقق ما يشاء
صوتاً
وحبَّاً في مساء
لكنه
عند الصباح
يخفي
عن الناس التهاتف
ويبدّل
(الموبايل) بالرقم الجديد
ولينطلق
نزفُ الوريد
قد
نال فيهم ما يريد
من (
فلّة ٍ) خضراء ، تزهو من بعيد
يحي
بها في الليل عيد
ويعيش
بالعيش الرغيد
فالناس
طراً كالعبيد
قد
نال فيهم ما يريد !
أترى
حياة الناخبين
أحرى
،
أم
الموت السعيد
فاستشهدوا
يا أهل بغداد الحبيبة
واستشهدوا
يا أهل أربيل الحبيبة
واستشهدوا
يا أهل ذي قار الحبيبة
واستشهدوا
يا أهل بصرة والرمادي
يا كل
كركوك الأصيلة
يا
أهل زاخو .. يا نجف
بين
الحواضر والبوادي
إن
لم يكن لكل دار
أو
تزدهي أرض العراق بجلنار
أو
تهنأون جميعكم ..
طرّاً
صغاراً أو كبار
واللهِ
؛ قد طال انتظار
شعبُ
العراق على اصطبار
الصيف
نار
أكليلُ
غار
أنا
لاأراه على العروس
وأراه
دوماً في نعوش
سارت
بأيتام الضحايا
بمواكبٍ
نحو المنايا
من
كلِّ حيٍّ كالسبايا
فيزيد
وظّف شمرهُ
لازال
ينصبُ (حرمله)
في
كلِّ حيٍّ مقصله
لازال
أشباه الرجال
في
البصرة الفيحاء
مابين
الجبال
في
الناصرية والجبايش
خدعوا
(الغلابا) و(الكدايش)
بوريقة
الدولار ، وابتاعوا الذمار
قد
صار أهلونا القمار
وملاه
ِ ليلاء الشواطئ
جاءت
إلينا من مرافئ
وتدفأ
العِرْقُ الأصيل
بين
المواقد و المدافئ
حتى احترقنا
لكنْ
تقادمتِ المطافئ
من
يطفئ النيران ؟!!!
لا
ماء يطفئُ .. لا سماء
حلَّ
البلاء
فعلامَ
ننتظر انتخاب
وبطاقة
التصويت في سوق النخاسه
أين
السياسه ؟!!!
أحزاب
موطنيَ احتراب
وتناحرٌ
يتلو السباب
بغداد
ترفلُ بالخراب
ومصائبٌ
تتلو مصاب
نام
الشباب !!!
العاطلون
على ارتياب
و(دواعشٌ)
دخلوا الديار
نقلوا
الحروب
نقلوا
الخطوب
حربٌ
ومهزلةٌ لعوب
وجيوبُ
تفتحُ في جيوب
فمتى
نؤوب ؟!!!
ومتى
نبدّلُ طبعنا
فالغدرُ
دمدمَ أرعنا
والموت
يفتك ما عنى
أنتم
هنا
وأنا
هنا
فلنشكُ
طرّاً ربّنا !
أو
ننمحي عن إثرنا
هل
تأخذون بثأرنا ؟!!
أم
تسكتون !!!؟
سأقول
عنكم كلكم :
أنتم
جميعاً ميّتون !
سأقول
عنكم كلكم :
مثلي
جميعاً ميّتون !
من
قال إني لا أزال
حيّاً
على وطني أعيش
لو
كنت حيّاً مثلكم
هيا
أرجعوني نطفة ً
في
رحم أمّي
ولتطلقوا
(الرموت) في صمت الهجوع
كيما
تفزُّ وتجهضُ !
***
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق